القبلي من المعرفة ( مبدأ عدم التناقض ). وأن هناك معارف ثانوية مستنتجة على طريقة التوالد الموضوعي ( مثال ذلك نظريات الهندسة التقليدية والمستنتجة من بديهيات تلك الهندسة ) وهناك معارف ثانوية مستنتجة من معارفنا السابقة بطريقة التوالد الذاتي ( التعميمات الاستقرائية ) وهي تهم أكثر معارفنا.
ولا يتوهم أن المذهب الذاتي يتفق كلياً مع المذهب الارسطي في المعارف القبلية.
إنهما يتفقان من حيث المبدأ والاقرار بوجود هذه المعارف القبلية ولكنهما يختلفان من جهتين :
أ ـ طبيعة المعارف الأولية.
ب ـ ضرورة كونها يقينية.
في الجهة الأولى يناقش باقر الصدر في أطروحته الرائدة ( الاسس المنطقية للاستقراء ) البديهيات التي آمن بها المنطق الارسطي والتي أرجعها إلى ست : يقول الصدر ( ان القضايا التجريبية والحدسية والمتواترة والمحسوسة كلها قضايا استقرائية تقوم على أساس تراكم القيم الاحتمالية في محور واحد وتبعاً للمرحلتين التي حددتهما للدليل الاستقرائي ) (١) ولابدّ من الاشارة هنا أن باقر الصدر يفرق بين الحس الظاهر والحس الباطن ويرى أن قضايا القسم الأخير أولية وما نفى بداهته هو الحس الظاهر : ( ولا شك في أن القضايا المطلوب اثباتها بالحس الباطن أولية لأن الإنسان في هذا القسم من الإدراك الحسي يتصل بصورة مؤكدة بمدلول
__________________
١ ـ م. ن ، ص ٤٧٠.