القضية المطلوب إثباتها بهذا الحس مباشرة وأما القضايا المطلوب اثباتها بالحس الظاهر فهي تختلف عن قضايا الحس الباطن لأننا بالحس الظاهر نريد أن نثبت الواقع الموضوعي أي أن هناك حينما أرى البرق برقاً موضوعياً موجوداً بصورة مستقلة عن إدراكي وهذا لا يكفي فيه الاتصال المباشر بالمحسوس في حالات الحس الظاهر ) (١).
أما القضايا الأولية والفطرية التي تمثّل البقية الباقية على لائحة البديهيات الارسطية التي يدركها العقل مستقلا عن الحس والتجربة. فإن باقر الصدر وإن كان لا ينكر قبليتها لكنه يثبت أنه بالامكان الاستدلال عليها بطريقة الاستقراء.
إن باقر الصدر لا يستثني في إمكان الاستدلال استقرائياً على ( البديهيات ) إلاّ مبدأ عدم التناقض وبديهيات نظرية الاحتمال ( وفيما نؤكد أن بالامكان تنطبيق الاستدلال الاستقرائي على كل الاوليات الارسطية إلاّ في حدود هذين الاستثنائين ( ما سبق الاشارة إليهما ) لا نعني بذلك ان تلك القضايا استقرائية فعلا وليست قبلية وإنما نعني ان بالامكان نظرياً أن نفسرها على أساس الطريقة التي حدّدناها للاستدلال الاستقرائي ولا ينفي هذا ان تكون قضايا أولية قبلية ) (٢) ، وتعليل هذا الاستثناء للمبدأين المشار إليهما يرجع إلى أن مبدأ عدم التناقض لابدّ ان يفترض ثابتاً وإلاّ لما أمكن
__________________
١ ـ م. ن ، ص ٤٥٢.
٢ ـ م. ن ، ص ٤٧٢.