عمل من أعمال العباد وفي النهاية هو خلق الله يقول تعالى : ( قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون ) ( الصافات : ٩٥ ـ ٩٦ ) ، إن الأمثلة على هذا الاتجاه التجزيئي عديدة جداً ... وبمثل هذا الاتجاه تم التعامل مع أصول الدين كمبادىء منفصلة ومستقلة بعضها عن البعض الآخر. فالتوحيد أصل وحده والنبوة أصل والمعاد أصل .. وغابت الرؤية الترابطية لهذه الأصول والعلاقة فيما بينها .. وغدت هذه الوحدة الموضوعية بين الأصول مسكوت عنها طوال هذا التاريخ العريق لعلم الكلام.
لقد حاول باقر الصدر ( واعتقد انه نجح في محاولته ) ، أن يتجاوز هذا الطوق الذهني والقيد الفكري الذي حجب عن المؤمنين اكتشاف العلاقات بين هذه الاصول بل بين مفردات الأصل الواحد نفسه. تعرض الصدر لمشكلة المنهج التجزيئي وعالجها في معرض محاضراته القرآنية ( المدرسة القرآنية ) عندما نادى بتأسيس ( النهج الموضوعي التوحيدي في التفسير ) مقابل التفسير التجزيئي وهذه المعالجة وإن كانت متصلة مباشرة بميدان التفسير لكن يمكن أن يستفاد منها في المجال العقائدي لأن العقلية التجزيئية واحدة هنا وهناك والمنحى نفسه. وبالتالي فإن تجاوز هذا الاتجاه هناك يعني تجاوزه هنا بالتبع. اضافة إلى ان النصوص القرآنية تتضمن جملة من أدلة المتكلمين فتنعكس طريقة تعاملهم مع الآيات وآليات تفسيرهم على نتائج بحوثهم ولقد ضرب الصدر بالفعل أمثلة من مجال العقيدة للتدليل على اهمية المنهج الموضوعي يقول : ( فالمنهج التجزيئي في