على الطبيعة والتاريخ ( فالجدل الجديد عند الديالكتيكيين قانون للفكر والواقع على سواء ولذلك فهو طريقة للتفكير ومبدأ يرتكز عليه الواقع في وجوده وتطوره ) (١). ويزعم المنطق الجدلي بأن أصحاب المنطق القديم عموماً والالهيين خصوصاً يستندون إلى ثلاثة مبادىء لا أساس لها من الصحة هي مبدأ الهوية ومبدأ عدم التناقض ومبدأ السكون والجمود في الطبيعة الذي يرى الأشياء ساكنة جامدة لا تغير فيها لقد تجاوز المنطق الجدلي هذه الأسس والمبادىء الثلاثة وآمن بمبادىء أربعة أخرى : حركة التطور وتناقضات التطور وقفزات التطور وقانون الارتباط العام (٢).
لقد ناقش الصدر هذه المبادىء الأربعة في المصدر المشار إليه وأكد ان الالهيين لا ينفون الحركة ولا ينظرون إلى الواقع عامة والطبيعة خاصة نظرة ستاتيكية جامدة بل إنهم يؤمنون بالتطور والتكامل وفق قانون الحركة التي هي ( سير تدريجي وتطور للشيء في الدرجات التي تتسع لها امكاناته ولذلك حدد المفهوم الفلسفي للحركة بأنها خروج الشيء من القوة إلى الفعل ) (٣).
وعمقت الفلسفة الإسلامية نظرية الحركة على يد ملا صدرا ( قدس سره ) الذي أثبت أن الحركة لا تمس ظواهر الأشياء فحسب بل تمس صميم الطبيعة وجوهر الأشياء وهذه الحركة الجوهرية العميقة هي منشأ كل التغيرات والتبدلات التي
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر : فلسفتنا ، دار التعارف ، ص ١٩١.
٢ ـ انظر فلسفتنا من ص ١٩٢ إلى ص ٢٦٠.
٣ ـ م. ن ، ص ٢٠٠.