النموذج الثاني : تكامل النبوات
إن إشكالية الثابت والمتغير أو الثابت والمتحول تطرح نفسها بقوة لا في المجال الفقهي والتشريعي فقط وانما تمتد لتفرض نفسها في المجال الفكري والعقائدي حيث يثار التساؤل القديم الجديد : كيف يعالج الدين بصيغته الثابتة وتعاليمه المحدودة المحصورة في صيغ معينة ومفاهيم محدودة وأحكام مخصوصة كل قضايا الانسان ومشاكله وهمومه وآفاقه على مدى الزمن التي لا يحدها شيء؟ لقد فحص هذه الاشكالية العديد من المفكرين الاسلاميين ولئن تعددت الاجابات إلاّ أنها تلتقي تقريباً حول نفس المبدأ (١) ، وهو أن تكامل الرسالات مهما امتد واستمر لابد أن ينتهي عند نقطة يبلغ معها نهايته ومن المستحيل أن يستمر إلى ما لا نهاية لابدّ أن نصل إلى رسالة خاتمة تختزن داخلها كل المقومات الاساسية لقيادة الانسان وهدايته وتستوعب كل الحلول لكل المشاكل والهموم التي يفرضها التقدم التقني والصناعي والاجتماعي.
لقد أجاب ( باقر الصدر ) عن السؤال السابق في بحثه ( التغير والتجديد في النبوة ) فاستعرض عوامل هذا التجديد وهي أربعة أسباب أساسية :
ـ أولا : أن تكون النبوة قد استنفذت اغراضها واستكملت أهدافها
__________________
١ ـ لاحظ بحث الشهيد مطهري : ختم النبوة ، ودراسة السيد الطباطبائي حول النظام الاجتماعي في الإسلام.