مهيأة لهداية الانسان الجديد وهنا يؤكد باقر الصدر على مفهوم تكامل الرسالات مصرّحاً بأن كل رسالة تهيء الانسان لرسالة جديدة فـ ( فالانسان المدعو يتصاعد بالتدرج لا بالطفرة وينمو على مرّ الزمن في أحضان هذه الرسالات الإلهية فيكتسب من كل رسالة الهية درجة من النمو تهيئه وتعده لكي يكون على مستوى الرسالة الجديدة وأعبائها الكبيرة مسؤولياتها الأوسع نطاقاً ) (١). ويحلّل باقر الصدر أبعاد ومستويات التطور البشري فيرجعها إلى ثلاثة أبعاد :
أ ) الوعي التوحيدي.
ب ) المسؤولية الاخلاقية في تحمل أعباء الرسالة.
ج ) خط التقدم الفني والتقني والسيطرة على الطبيعة.
ويرى ان التطور بلغ اوجّه في البعد الأول ( كما أشرنا في النموذج الأول ) وكذلك في البعد الثاني حين ارتقت النبوات بالإنسان وعودته على التضحية في سبيل الرسالة إلى أن بلغ أعلى المراتب.
أما البُعدِ الثالث فهو خط متطور دائماً لا يمكن أن يتوقف لأن التقدم التقني والتكنولوجي الصناعي يمتاز بالتراكم الكمّي فكلما سيطر الإنسان على مجال ما في الطبيعة رمى بصره نحو ميدان آخر وهكذا .. وتغير النبوات قانون أو سنة ترتبط بالبعد الأول والثاني ولكنها لا تتأثر بالعنصر الثالث ولا تنفعل به وإلاّ لو كانت متوقفة عليه لكَانت النبوة متغيرة
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر : أهل البيت ( م س ) ، ص ٣٨.