بعودة الوعي وعودة الإسلام يقود الحياة إلى آفاق مستقبلية رحبة ... ويؤسس لنظم فكرية وثقافية وحضارية شاملة ... تخلّص الإنسان والمجتمع ... وتبشّر بحياة سعيدة عادلة.
لقد ساهم في صنع هذه اللحظة التاريخية العظيمة من فجر هذه الأمة رجالات كثر ... يشمخ على رأس قائمتهم ... ( محمد باقر الصدر ( قدس سره ) ) الذي استشهد ليمْنَحَ كيان الأمة الإسلامية نفخة من روحه الطاهرة .. فيشارك إلى جانب آخرين في بعث الحياة في هذا الكيان.
لقد مثّل باقر الصدر نموذجاً متميزاً من منظري الساحة وعلماً بارزاً في سماء نهضتها الفكرية وانبعاثها الحضاري.
وبعد عقدين من رحيله لا يزال انتاج باقر الصدر يشكّل نسيجاً متماسكاً مدرسة إسلامية متكاملة الابعاد .. وبالرغم من التطورات الثقافية والفكرية التي عرفها العالم منذ استشهاده إلاّ أن مشروعه الفكري لا يزال يمثّل من عناصر القوة والجدية ما يبقيه حاجة مستمرة إلى قراءة جديدة ... حتى نحسن تمثله وتشييد البناء التام لهذه الدراسة استناداً إلى الاسس التي ارساها ...
وقع فكر باقر الصدر موضوعاً للعديد من البحوث والدراسات التي حاولت استكشاف مناحي التجديد ونقاط القوة والإبداع في هذا العطاء ... إلاّ أن هذه الدراسات بقيت تعاني من نقائص عدة أهمها :
أ ) تمركزها حول بعض القضايا والمسائل دون غيرها.
ب ) انشداد هذه البحوث منهجياً إلى اليات ومناهج تجاوزها باقر