الصدر وطرح آليات بديلة لها فإلى متى ندرس فكر باقر الصدر تجزيئياً في الوقت الذي اكتشف هو المنهج الترابطي الموضوعي؟ وإلى متى نبقى مشدودين إلى المنطق الأرسطي في تحليل افكاره .. متغافلين عن نظريته في المعرفة والمذهب الذاتي؟ ...
وفي دراستنا هذه نحاول تخطي هذين القصورين فاخترت موضوع التجديد الكلامي عند باقر الصدر لأنه في حدود اطلاعي القاصر لا توجد دراسة مستوفية تستوعب البحث العقائدي عند الشهيد الصدر وان تعرّضت بعض البحوث لبعض كتابات الصدر العقائدية .. لكن التجديد الكلامي بهذا العنوان لا يمكن الإحاطة به إلاّ من خلال دراسة موضوعية لجميع اصول الدين.
ولابدَّ من الإشارة إلى أن الدراسة تطغى عليها الصبغة التحليلية وهذا ما يبرّر التصاقها الشديد بكلمات باقر الصدر حتى نقترّب أكثر فأكثر من الموضوعية التي نقل افكاره وابداعاته.
ولم تركّز الدراسة على المقارنة بين أفكار باقر الصدر وغيره من المفكّرين الطليعيين الذين يلتقي معهم في كثير من النقاط ( خاصة محمد حسين الطباطبائي والشهيد مطهري ) إلاّ في مواضع قليلة لأن الهم الأول كان الكشف عن نقاط خفية في فكر الرجل ومكامن التجديد والإبداع لديه في الطرح الكلامي فلم نلتفت إلى المقارنات إلاّ قليلا .. حتى لا نشوّش على الهدف المركزي.