الإنسان الطبيعي والتاريخي ) (١) فالله قد صاغ هذا الإنسان باستعدادات وقابليات وميول منسجمة تماماً مع العلاقة الاجتماعية الرباعية.
وبالتفاتة ذكية رائعة يطابق بين مدلول الآيتين اللتين تحدثنا عن الصيغة الرباعية ( الآية : ٣٠ البقرة ) و ( الآية : ٧٢ الأحزاب ) ، وبين الآية : ( .. فاقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) ( الروم : ٣٠ ).
فالتعبير بالدين القيم تأكيد على أن ما هو الفطرة وما داخل في تكون الإنسان وتركيبه وفي مسار تاريخه هو الدين القيم يعني أن يكون هذا الدين قيماً على الحياة أن يكون مهيمناً على الحياة هذه القيمومة في الدين هي التعبير المجمل في تلك الآية عن العلاقة الاجتماعية الرباعية التي طرحت في الآيتين في آية : ( اني جاعل في الأرض خليفة ) وآية : ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض ) اذن فالدين سنة الحياة والتاريخ والدين هو الدين القيم والدين القيم هو العلاقة الاجتماعية الرباعية الاطراف التي يدخل فيها الله بعداً رابعاً ) (٢).
ولكننا بحاجة ماسة في اطار النظرية الإسلامية للصيغة الرباعية ان نوضح أكثر فعالية الله في المجتمع والتاريخ حتى ندفع توهّم قد يثيره الخصوم وهو ان هذه الصيغة بإدخالها العنصر الرابع ( الله ) جل جلاله تلغي دور الإنسان وتفسر
__________________
١ ـ م. س ، ص ١٣٤.
٢ ـ م. ن ، ص ١٣٦.