يدعي نفسه جماعة رغم أن واقعهم أو ما ينطبق عليهم ليس معنى الاجتماع بل معنى الافتراق ) (١).
ولم يفلت كذلك ( ابن حزم ( ت ٤٥٦ هـ ) ) و ( الرازي ( ت ٦٠٦ هـ ) ) و ( الملطي ( ت٣٧٧ هـ ) ) من هذه الضوابط الصارمة الموغلة في التمذهب والإصرار على تمثيل الجماعة ونصرة اعتقاد أهل السنة والجماعة.
لقد كسرت النقلة من الجدل إلى التفلسف على يد الخواجة إلى حد كبير هذا الطوق ولكنَّ .. النقلة الهامة التي حدثت في تاريخنا المعاصر هي الانتقال من البرهان إلى اليقين هذه النقلة أبدعها باقر الصدر من خلال المذهب الذاتي في المعرفة حيث جعل التوالد الذاتي هو الأساس القائم على اساس تراكم الاحتمالات ( راجع النقلة الأولى من هذا الفصل ) كما جعل اليقين الذاتي هو الأساس في التوالد المعرفي وقنّن هذا التوالد واليقين الذاتي كما شرحنا سابقاً.
إنه اليقين الذي يحصل بتراكم القيم الاحتمالية .. والذي يوجب الاقتناع وفناء القيم الاحتمالية الضعيفة .. هو الطريق الاوسع لاكثر معارفنا .. ولذلك ينفتح الباب واسعاً لأي كان .. للوصول إلى معرفة الله .. وبقية الاصول الاعتقادية .. لن ينغلق الباب تحت أي عنوان فئوي أو مذهبي أو طبقي أنها طريقة معهودة لدى الناس جميعاً فالنهج الاستقرائي قريب إلى اذهان الناس لانهم عهدوه في تجاربهم الحسية اليومية وعهدته
__________________
١ ـ ميثم الجنابي ، علم الملل والنحل ، مؤسسة عيبال للدراسات والنشر ، ص ٥٣.