الحضارة الغربية وشادت عليه بنيانها وصرحها العلمي والحضاري ولذلك فانه قريب لروح هذه الحضارة .. التي بلغت ما بلغته من اوج التقدم التقني والقوة المادية والصناعية عبر المنهج العلمي الاستقرائي ، ان هذه الحضارة كما سلمت به ( المنهج الاستقرائي ) في مجال العلم والتكنولوجيا عليها ان تسلم به في مجال الاعتقاد والايمان بالله .. ان المنهج الذي قاد إلى كل هذا الزخم العلمي والتقني يقود .. بنفس الخطوات إلى الايمان بالله عزوجل إنه التحدي الكبير الذي يُجابِهُ بِهِ باقر الصدر أرباب الحضارة الغربية والاختبار الصعب للضمير الإنساني الغربي ومصداقيته .. لانه ان كان حقاً صادقاً لا تمزقه ازوداجية مريضة لماذا لا يسلم بالنتائج على الصعيد الثاني ويلتقي بالغاية المقصودة؟
إن باقر الصدر .. بنى بنظريته هذه القاعدة المنهجية المعرفية الصلبة للحوار مع الغرب .. وهذه القاعدة تمثّل حاجة ماسة خاصة في ظل الدعوات الملحة والمتكررة لحوار الحضارات .. ليكون حواراً مرتكزاً على اسس علمية ولا يتحرك في فراغ .. ان المذهب الذاتي للمعرفة يمكن أن يشكّل الاطار المعرفي لهذا الحوار وبالتالي يقرب الهوّة بين الشرق والغرب ليلتقيا على كلمة سواء ( معرفة الله ).
وفي الوقت الذي يعلن الغرب فيه موت الإنسان يعمّق ويؤصل مفكرنا العظيم ( نظرية الإنسان ) ويقدّم بحوث العقيدة على أنها نظرية للإنسان والحياة .. وطريق الخلاص .. في الوقت الذي ينظر فيه الغرب لموت الإنسان وضياع