مع تحقق هذه النقلات المنهجية الهامة التي فصلناها في الفصل السابق كان لابد لعلم الكلام أن يتجدد لا في آليات البحث فقط وانما في المضامين والمفاهيم حتى انه يمكن القول أن ( العقيدة ) اضحت في تعريفها كنظرية للإنسان والحياة والثورة أقرب ما تكون من قاعدة للنهضة والتقدم والتغيير.
ولكن كيف أن ندرس المضامين الجدية والمفاهيم الناتجة عن المنهج المبتكر؟ خاصة وأن العقيدة في ضوء هذا المنظور الجديد تتقاطع مع الرؤية الكونية وفلسفة الدين وفلسفة التاريخ والنظام الاجتماعي.
إن دراسة هذه المضامين خارج الاطار الكلاسيكي ( التقسيم الخماسي ) يجعلنا نواجه صعوبات ما .. أدناها انه لن تتضح العلاقات بين المطالب العقائدية والمجالات الأخرى ..
خاصة في ظل العقلية القديمة التي تشكّلت عبر قرون عديدة ورؤيتها المسبقة لأصول الدين في تعيناتها الثابتة ، في حين أن المشروع الفكري العام لباقر الصدر يستند إلى حلقات متلاحقة ومتراصة تحتل فيها العقيدة ( الرؤية الكونية ) إلى جانب نظرية المعرفة الأسس الجذرية للبناء الفكري