يوماً خطيباً بماء يُدعى خمّ فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثُمّ قال : ( أَمَّا بعَدُ، أَيُّها النَّاسُ ، فإِنَّمَا أَنَا بَشرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتيَنِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَهُ ، وَإنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ الثَقَلَيْنِ ، أَوَّلُهُمَا كتَابُ الله فيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ ، مَنْ اسْتَمَسَّكَ بِهِ وَأَخَذَ بِهِ كَانَ عَلَى الْهُدَى ، وَمَنْ أَخْطَأَهَ كَانَ عَلَى الضّلالَةِ ، وَأَهْل بَيْتِي أُذَكَّرُكًمْ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ) ثلاث مرّات ، قال حصين : فمَن أهل بيته يا زيد؟ أليست نساؤه من أهل بيته؟ قال : بلى ، إنّ نساءه من أهل بيته ، ولكنّ أهل بيته من حُرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم؟ قال : آل عليّ ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عبّاس ، وقال : كلّ هؤلاء تحرم عليهم الصدقة؟ قال : نعم (١).
٦ ـ عن البيهقي في السنن الكبرى : عن محمّد بن عبد الله الحافظ (٢) أنبا أبو الفضل الحسن بن يعقوب ، ثنا محمّد بن عبد الوهاب الفرّاء (٣) أنبا جعفر بن عون ، أنبا أبو حيّان يحيى بن سعيد بن حيّان ،
____________
(١) صحيح ابن خزيمة ج ٤ ص ٦٢ ، الحديث رقم ٢٣٤٥.
(٢) محمّد بن عبد الله الحافظ : هو الحاكم النيسابوري المحدّث صاحب المستدرك على الصحيحين.
(٣) محمّد بن عبد الوهاب الفراء : جاء في سير أعلام النبلاء : الإمام ، العلاّمة ، الحافظ الأديب ، أبو أحمد محمّد بن عبد الوهاب بن حبيب بن مهران العبدي ، الفرّاء النيسابوري ، ويُعرف أيضاً بحَمَك ، كان وجه مشايخ نيسابور عقلاً وعلماً وجلالةً وحشمةً ، ولد بعد الثمانين ومائة ، توفي سنة