الأستثمارة الفلاحية، فمن أوراقها المنقوعة بالماء تحاک الحصران والأطباق والمراوح والسلال والأکياس. ومن جذوعها تصنع العوارض أو تستخدم للحطب أو کمواسير للمجاري ومن سعفها تصنع الموائد والکراسي والأسرة وأقفاص الدواجن وکذلک زوارق مستديرة «کفف» تطلى من الخارج بالقار وتذکرنا في شکلها الخارجي بقشرة فارغة للبرتقالة مقسومة إلى نصفين. ومن ليف النخلة تصنع الحبال کما أن نوى التمر يسحق ويستخدم علفاً للماشية إذ انه يزيد من حليبها على ما يدعيه الأهالي، وأخيراً فإن عصير التمر يتحول بعد أن يوضع في الشمس بضعة أيام إلى عصير حلو لزج يشبه العسل الأسود کثيراً ويستخدم بدلاً عن المربى (١).
وشجرة النخيل (٢) (Phoenix Dactylifera) هي إما ذکر أو أنثى ويجري تکثيرها عن طريق فسائل تنمو في أساس الأنثى وتفصل عادة من جذر النخلة الأم بعد أن يبلغ عمرها ثلاث سنوات. والانثى هي وحدها التي تحمل الثمر أما الذکر فإن مهمته تقتصر على إخصاب الأنثى. وتجري عملية الاخصاب بشکل اصطناعي عادة في الفترة من نيسان إلى أيار عندما ينشق «الطلع» وهي عبارة عن أفراخ تشبه اللسان في شکلها تظهر في أعلى النخلة في بداية شباط تضمن في داخلها عذق التمر المقبل، حيث يضع الفلاح في وسط عذق الأنثى بضعة فروع من عذق الذکر فتقوم هذه الفروع بإخصاب عذق الأنثى بواسطة الطلع الذي تسقط عليها. ولا تعطي النخلة الأنثى بدون هذه العملية إلا حشفاً خالياً من النوى يميل طعمه إلى المرارة.
وعندما تحظى النخلة برعاية جيدة تبدأ بإعطاء الثمر في السنة الثالثة من عمرها. لکن عذوقها تقطع عادة في خلال السنتين الأولى من بدء
______________________
(١) يقصد الدبس ـ المترجم.
(٢) مجموعة التقارير القنصلية لسنة ١٩٠٢، الاصدار الخامس ص٣٥٩.