التاسعة والخمسين من السورة الثانية: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ) (١) کذلک جاء في الآية السابعة عشرة من السورة الثانية والعشرين: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (٢).
يظهر من هذه النصوص أن الإسلام ساوى الصابئة بـ «أهل الکتاب» أي المسيحيين واليهود الذين عندهم کتاب مقدس ولم يعتبرهم من المشرکين. وقد ذهب الخليفة عمر في هذا المجال إلى أبعد من ذلک حيث سمح للمسلمين بالزواج من الصابئيات وبأکل لحوم الحيوانات التي يقومون بذبحها لکن الکتاب المسلمين المتأخرين وبالأخص مفسري القرآن ليست عندهم مثل هذه النظرة المتحررة إلى الصابئة بل إن بعضهم لا يعترف بأنهم من «أهل الکتاب» وذلک على الرغم مما جاء في القرآن (٣).
______________________
(١) هذه هي الآية ٦٢ من سورة البقرة وقد أسقط منها المؤلف عبارة «ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» ـ المترجم.
(٢) هذه هي الآية من سورة الحج وقد أسقط منها المؤلف عبارة «إن الله على کل شيء شهيد».
والحقيقية أن ذکر الصابئيين ورد في آية أخرى من آيات القرآن الکريم هي الآية ٦٩ من سورة المائدة وهي کالآتي :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) ـ المترجم.
(٣) (d. chwolson: op. cit. t. ١. s. ٥٤.)