طريق حلم رآه أحدهم بأن أبن أينشغي سيتمکن من السيادة عليهم مع الوقت بل سيحولهم الى ديانته، قرروا أن يقتلوه بمجرد أن يولد. لکن زاربيل ليليثا الحورية التي حضرت الولادة کشفت نيتهم فأستلت الوليد من فم أينشفي وسلمته إلى الملائکة الذي نقلوه على الفور إلى الجنة حيث أرضع من حلمات شجرة مخزيون التي تدر الحليب.
وهکذا ترعرع يوحنا المعمدان أو يحيى کما يسميه الصابئة في ألمه أد نهورا (الجنة) وأطلع على العلوم کافة ثم عمد باسم مانه ربه ومار أدربوثا ومنداهيي وحصن ضد النار والسيف بواسطة الرقي، ثم نقل الى القدس حيث سکن في بيت والديه، وقام يحيى في اليوم التالي لوصوله بتعميد والديه الأمر الذي أزعج اليهود بشدة فبادروا إلى الاجتماع عنده في البيت وطالبوه بعلائم ومعجزات وتظاهروا بأنهم سيعترفون به مبعوثاً من الله إذا ما أظهر المعجزات. وقد وافق يحيى على طلبهم عن طيب خاطر فأعاد البصر إلى العميان الذين أتوا بهم إليه وأعاد للمشلولين قابليتهم على الحرکة وأشفى المصابين بأمراض أخرى. وعندما رأي اليهود بأن هذه المعجزات هي تأکيد للحلم الذي سبق ذکره بادروا في البداية إلى إحراق داره لکنه خرج منها سالماً ثم حاولوا الاعتداء على حياته عدة مرات ولکن الفشل کان نصيبهم في کل مرة. عند ذلک فقد سجد أغلبية اليهود باستثناء رئيسهم اليزار وأشياعه، ليحيى وتعمدوا على يديه فأصبحوا صابئة.
لقد ظل يحيى زمناً طويلاً أعزب يقضي الجزء الأغلب من وقته بالصلاة، وبما أن أتباعه کانوا يحاولون تقليده فإن توجههم نحو العزوبة أدى إلى أن يتقلص عدد الصابئة بشکل ظاهر، ولهذا فقد اقترح على يحيى أبوه السماوي منداهييأن يتزوج امرأة أسمها أنهر أرسلت له من مشوني کشطة أي العالم الأرضي غير المنظور.