المذبح ويساره في حين يقف الکنزفرة في الوسط مباشرة قبالة المرتفع الطيني الذي يقوم مقام المذبح والذي يوضع عليه الکتاب المقدس «سدره ربه» بعد ذلک يأخذ القس الأکبر حمامة حية وينظر الى النجمة القطبية ويمد يده إليه ثم ينزل الحمامة ويقول: «باسم الحي ليشارک النور الأول، النور القديم، الآله الخالق نفسه» وتلفظ هذه الکلمات بشکل واضح ويسمعها جميع المصلين خارج سياج المعبد فيقف الجميع في لباسهم الأبيض في وقت واحد، ويخرون سجداً أمام نجمة الشمال التي کانوا يتأملونها قبل ذلک وهم صامتون ثم يجلسون مرةأخرى وهم يتلون الصلاة دون ضجيج.
وفي هذه الأثناء يتنحى الکنزفرة في المشکنة جانباً ويحل محله قس کبير يعمد إلى فتح الکتاب الموضوع فوق المذبح ويبدأ بالقراءة فيه مترنماً يرفع صوته مرة ويخفضه مرة أخرى، وبين الحين والآخر يقطع القراءة ويهتف «ليتمجد اسمک يا واهب الحياة» ويتلقف المصلون هذا الهتاف ويرددونه وهم مطأطأ والرؤوس يخفون وجوههم بأيديهم. في الوقت نفسه يقوم اثنان من الترميدة أي قسان آخران بإعداد القربان الذي يطلقون عليه اسم بهثة (١) ايلويو أي «السر الأعظم» فيقوم واحد منهم باستخدام الفحم لإشعال نار في موقد من الطين يوجد في أحد جانبي المذبح في حين يقوم الآخر بطحن الحنطة بواسطة رحى يدوية ثم يعصر حبوب السمسم ويستخرج منها الزيت ويخلطه بطحين الحنطة فيصنع بذلک عجيناً يعمل منه أقراص حجم الواحدة منها بحجم قطعة النقد التي تساوي شلنين. تلصق الأقراص إلى جدران الموقد المحمي فتنضج بسرعة، ويکون
______________________
(١) البهثة هي الخبز المقدس. المترجم.