قتادة عن كثير بن الصلت أنّهم كانوا يكتبون عن زيد (١).
و مثله الحال بالنسبة إلى أبي سعيد الخدري ، فلو صحّ أنّ الخُدري روى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قوله : « لا تكتبوا عنّي إلاّ القرآن فمن كتب عنّي شيئاً غير القرآن فليمحه » (٢) ، فكيف نراه يقول : « ما كنا نكتب شيئاً غير التشهد و القرآن » ؟! و في آخر عن ابن مسعود : « و الاستخارة » (٣). و هما غير القرآن ؟!
و جاء عنه قوله لأبي نضرة بأنّه سيكتب إلى ابن عبّاس أن لا يفتيه في مسألة الصرف (٤) ، و هذان يشيران إلى كتابته غير القرآن.
و أمّا روايات أبي هريرة الناهية (٥) فيعارضها قوله للحسن بن عمرو بن أميّة الضمري : إن كنت سمعته منّي فهو مكتوب عندي ، فأخذ بيدي إلى بيته فأرانا كتبا كثيرة من حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فوجد ذلك الحديث ، فقال : قد أخبرتُكَ إن كُنتُ حدّثتك به فهو مكتوب عندي (٦).
و قول بشير بن نهيك : كنت آتي أبا هريرة فآخذ منه الكتب ،
_______________________________
(١) تاريخ ابن أبي خيثمة ٣ : ٦ ب كما في دراسات الحديث النبوي ١ : ١٠٩.
(٢) صحيح مسلم : كتاب الزهد باب (١٦) التثبت في الحديث / ح ٧٢ ، مسند أحمد ٣ : ٢١ و ٣٩ ، سنن الدارمي ١ : ٩٨ رقم ٤٥٦ ، تقييد العلم : ٣٠ ـ ٣١.
(٣) تقييد العلم : ٩٣.
(٤) مسند أحمد ٣ : ٦٠ ، صحيح مسلم / المسافاة : ٩٩.
(٥) تقييد العلم : ٣٣ ـ ٣٥ ، مسند أحمد ٣ : ١٢.
(٦) جامع بيان العلم وفضله ١ : ٧٤ ، فتح الباري ١ : ٢١٥ ط السلفية ، المستدرك للحاكم ٣ : ٥١١ وعلق عليه الذهبي بقوله : هذا منكر لم يصح.