و مدبراً مع غسل الرجلين وبقية الأعضاء ثلاثاً ، فأتت بتلك الزيادة كي تعذر نفسها !!
و ثانيهما : إنّ ابن عقيل أراد أن يرى الإناء الّذي ادَّعت أنَّها كانت تصبّ فيه الماء لرسول صلىاللهعليهوآله كي يوضّح لها على ضوئه بأنّ ما تقوله لا يلائم ما تفرضه من حجم الماء الّذي فيه ؛ لأنّ الماء الموجود في هذا الظرف الصغير لا يمكنه غسل الرجلين ثلاثاً !! أي أنّ ابنَ عقيل أراد أن يوضّح لها كذب كلامها على وجه الدّقة والتحقيق لا الحدس والتخمين !!
كان هذا مجمل القول في الروايات المسحيّة عن ابن عبّاس ، و قد عرفت أنّها تُرَجَّحُ على الغسليّة ، بكثرة الطرق ، و وحدة النّص وعدم الاضطراب فيها و ... بعكس الطرق الغسليّة.
و الّذي يجب التنبيه عليه هنا هو أنّ جمعاً من تلامذة ابن عبّاس كانوا قد دوّنوا أحاديثه ، منهم : ابن أبي مليكة (١) و الحكم بن مقسم (٢) و سعيد بن جبير (٣) و علي بن عبدالله بن عبّاس (٤) و عكرمة (٥) و كريب (٦)
_______________________________
(١) مقدمة صحيح مسلم : ١٣ ، صحيح البخاري الرهن ٦ ، الشهادات ٢٠ ، مسند أحمد ١ : ٢٤٣ ، ٣٥١ ، السنن الكبرى ٦ : ٨٣.
(٢) فتح المغيث ٢ : ١٣٨.
(٣) العلل ١ : ٥٠ ، الطبقات لابن سعد ٦ : ١٧٩ ، تقييد العلم : ١٠٢ ـ ١٠٣ ، تاريخ أبي زرعة : ١١٩ ـ أ.
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ : ٢١٦.
(٥) الفهرست ، لابن النديم : ٣٤.
(٦) الطبقات الكبرى ٥ : ٢١٦.