و قوله للذين لا يعملون بقول الرسول وفعله : ما أراكم منتهين حتّى يعذبكم الله ـ وفي آخر : « حتّى يصيبكم حجر من السماء » ـ نحدّثكم عن النبيّ صلىاللهعليهوآله و تحدّثوننا عن أبي بكر و عمر (١).
و قد صرّح الإمام علي صلىاللهعليهوآله بأنّ الخلفاء من قبله قد عملوا أعمالاً خالفوا فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله مغيّرين لسنته ؛ و عدّ منها المتعتين (٢) ، فكيف ينسب بعد ذلك إلى علي عليهالسلام القول بالتحريم ؟!
و يزيد الأمر وضوحاً أنّ المأمون العباسيّ لمّا سأَل الإمام الرضا صلىاللهعليهوآله أن يكتب له شرائع الإسلام على الاختصار ، كتب إليه الرضا عليهالسلام جملةَ ذلك ، و منها قوله عليهالسلام : وتحليل المتعتين اللّتين أنزلهما الله تعالى في كتابه و سنّهما رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ متعة النساء و متعة الحج (٣) ...
و كانت قد عُقدت جلسات المناظرة مع أصحاب الأئمّة ، و كان السؤال عن المتعة في رأس قائمة الأسئلة المطروحة في تلكم المناظرات التي حفظها لنا التاريخ (٤) !!
فلو كان المنع قد ثبت عن عليّ عليهالسلام ـ كما تزعم مدرسة الخلفاء ـ فلماذا الإصرار من قبل آله في الدفاع عن حلّية التمتّع و التأكيد على أنّها مذهب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؟!
_______________________________
(١) زاد المعاد ١ : ٢١٩.
(٢) انظر كتاب الروضة من الكافي ٨ : ٦١.
(٣) انظر عيون اخبار الرضا ١ : ١٣٢.
(٤) انظر الفصول المختارة : ١٥٨ ـ ١٦٦.