فقد نُسب القول بتحريم المتعة إلى بعض أعيان الصحابة ، منهم : عليّ بن أبي طالب و ابن عبّاس و ابن مسعود وجابر (١) و غيرهم ، مع أنّ الثابت القطعيّ ـ في نصوص كثيرة ـ عن هؤلاء تؤكّد قولهم بالتحليل (٢) ، حتّى أنّ الإمام علي بن أبي طالب و ابن عمه عبدالله بن عبّاس كانا في طليعة المجيزين له والقائلين « لولا نهي عمر لمازنى إلاّ شقيّ أو إلاّ شفىً » (٣).
وقد كذّب ابنُ عبّاس عروةَ بن الزبير ـ أخا عبدالله بن الزبير ـ في ادعاء تحريم ذلك حين أحاله على أمّه ليسألها عن ذلك.
فعن أيوب أنّ عروة قال لابن عباس : ألا تتقي الله ، ترخص في المتعة ؟
فقال ابن عباس : سل أمّك يا عُريّة ؟
فقال عروة : أما أبو بكر و عمر فلم يفعلا !
فقال ابن عباس : والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله ! نحدثكم عن النبي صلىاللهعليهوآله و تحدثونا عن أبي بكر و عمر ؟! (٤)
_______________________________
(١) انظر : فتح الباري ٩ : ١٤٢ ، و أحكام القرآن ، للجصاص ٢ : ١٤٧ ـ ١٤٨ ، و الجامع لاحكام القرآن ٥ : ١٣٢ ، و المغني لابن قدامة ٧ : ٥٧٢ ، المبسوط للسرخسي ٥ : ١٥٢ ، والمهذب في فقه الشافعي ٢ : ٤٦ ، و تحفة الاحوذي ٤ : ٢٦٧.
(٢) انظر المحلى ، لابن حزم ٩ : ٥١٩.
(٣) النهاية ٢ : ٢٤٩ و ٤٨٨.
(٤) حجة الوداع لابن حزم : ٣٥٣ / ح ٣٩١ ، التمهيد لابن عبد البر ٨ : ٣٠٨ زاد المعاد ٢ : ٢٠٦ ، المعجم الكبير للطبراني ١٠ : ٣٦١ / ح ١٠٧٢١ و عنه في جامع المسانيد ٣١ : ١٥٢ ، و محاضرات الادباء ٣ : ٢١٤ ، جمهرة خطب العرب ٢ : ١٢٧ عن العقد الفريد ٢ : ١٣٩ قال : اول مجمر سطع في المتعة مجمر آل الزبير.