و جاء عنه في نصّ آخر : لا يختلجن في نفس رجل مسلم أن يتوضّأ على خفّيه و إن كان جاء من الغائط (١) ، و قد بال عمر مرة فمسح على خفيه (٢).
و لذلك ، نُسبت إلى بعض الصحابة أقوالٌ تشابه ما قاله الخليفة ، فمن روي عنهم قولان عليّ بن أبي طالب ، و ابن عبّاس ، و عائشة ، و ابن عمر (٣).
فقد نُسب إلى عليّ بن أبي طالب أنّه مسح على خفيه (٤) ، و أنّه قال : للمسافر ثلاث ليال و يوم و ليلة للمقيم (٥). و مثله ما نسب إلى ابن عبّاس (٦) و ابن مسعود (٧) ، و كان عطاء هو الناسب إلى ابن عبّاس و ابن عمر قولهما بجواز المسح (٨).
و قد سُئلت عائشة عن المسح على الخفّين ، فقالت لسائلها : سل عليّ بن أبي طالب فإنّه كان يسافر مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فسألنا علياً فقال :
_______________________________
(١) المصنف ، لعبد الرزاق ١ : ١٩٥ / ح ٧٦٠ ، و ١٩٦ / ح ٧٦٣.
(٢) المصنف ، لابن أبي شيبة ١ : ١٦٦ / ح ١٩٠٥.
(٣) النظر المحلى ٢ : ٦٠ ، و المجموع ١ : ٤٧٧ ـ ٤٧٨ ، و فتح الباري ١ : ٢٤٥ ، و أحكام القرآن ، للجصاص ٢ : ٢٥٠.
(٤) المصنف لابن أبي شيبة ١ : ١٦٥ / ح ١٨٩٤.
(٥) المصنف لابن أبي شيبة ١ : ١٦٥ / ح ١٨٩٢.
(٦) المصنف ، لعبد الرزاق ١ : ٢٠٨ / ح ٨٠٢ ، المصنف لابن أبي شيبة ١ : ١٦٥ / ح ١٨٩٣ و ١٩١١.
(٧) المصنف ، لعبد الرزاق ١ : ٢٠٧ / ح ٧٩٩ ، المصنف لابن أبي شيبة ١ : ١٦٤ / ح ١٨٨٣ و ١٨٨٨ و ١٨٩٠.
(٨) المصنف ، لعبد الرزاق ١ : ١٩٨ / ح ٧٧٢.