المقدمة :
ناقش المؤلف في كتابه « وضوء النبي / البحث الروائي » بشيء من التفصيل روايات عبدالله بن عباس الغسلية و المسحية سنداً و دلالة ثم اصطلح بعد ذلك جملة ( نسبة الخبر إليه ).
وحيث أنّ معنى البحثين السنديّ و الدلاليّ قد عرفت ماهيته لدى الباحثين و الأعلام فلا حاجة بنا لتوضيحه ، و أما ما اصطلح عليه المؤلف بجملة « نسبة الخبر » فيجب توضيحه ؛ لأنّ الباحث بعد الفراغ من دراسة الأخبار سنداً و دلالة يجب عليه أن يأتي إلى دراسة حقيقة إمكان انتساب هذه الأخبار إلى ذلك الصحابي المنسوب إليه الخبر أم لا ؟ و هل يتوافق هذا المنسوب مع مرويأته الأخرى و سيرته العلمية و العملية أم لا ؟ بل ومدى تطابق هذا المنسوب مع الثوابت الحديثية الأخرى الصادرة عن رسول الله ؟ و أخيراً ترجيح أحد النقلين عن الصحابي عند التعارض.
وبمعنى آخر : البحث يكون عن جهة الصدور و الإلمام بأطراف الحدث الفقهي المراد دراسته من خلال الأخذ بجميع أطراف الشخصية المنسوب إليها الحدث ، أو التي يمكن أن ينسب إليها ، بناء على الكلّيات العامة التي عرفناها عنه ، مضافاً إلى دراسة الظروف المحيطة بالحدث ، ثمّ محاولة تطبيق المنسوب مع الحصيلة النهائية المستنتجة منها ، و مدى تلائم وانسجام تلك النسبة معه أو عدمها ؟