حروبه الثلاثة ضد الناكثين (١) والقاسطين (٢) والمارقين (٣).
و قد اختاره الإمام علي للمحاججة مع الخوارج ، و قبله للتحكيم بين جيشه و أهل الشام ، لكنّ القوم لم يرتضوه !
و قد اعترض ابن عبّاس على عثمان و معاوية و ابن الزبير و عائشة يوم الجمل ، و جاء عنه قوله لعائشة : لمّا لم ترض أن يُدفَنَ الإمام الحسن بن علي عند جدّه الرسول صلىاللهعليهوآله : يا عائشة واسوأتاه ، يوم على جمل و يوم على بغل !! هذا المعنى الذي أخذه الشاعر فخاطب عائشة قائلاً :
تجملتِ ، تبغلتِ |
|
ولو عشتِ تفيلتِ |
لكِ التُّسعُ من الُّثمْنِ |
|
وبِالكُلِّ تَصرَّفْتِ |
إشارة منه إلى سماحها بدفن الشيخين بجوار رسول الله صلىاللهعليهوآله و منعها من دفن الحسن و هو سبطه و ابن بنته ، فتصرّفت بأضعاف من حصتها من الإرث على القول بتوريثها منه.
هذا ، و لولا خوف الإطالة في التحقيق لتوسّعنا في الموضوع ، و لكنّا رأينا الرجوع إلى تقديم بعض النماذج الحيّة على وحدة الفقه بين عليّ بن أبي طالب وعبدالله ابن عبّاس ـ و أنّ كليهما من نهج التعبد المحض المدافع عن سنة رسول الله صلىاللهعليهوآله و ما نزل به الوحي ، و المخالف لنهج الاجتهاد و الرأي ـ لكونه الأَولى بهذا المقام.
_______________________________
(١ ـ ٣) انظر المصادر التاريخية كالطبري و الأخبار الطوال و أنساب الأشراف و المروج و غيرها.