( الجواب ) الذي يدل على أنه عليه السلام ما غيّر وما بدّل وجوه خمسة :
( الأول ) قوله تعالى : ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنٰا بَعْضَ اَلْأَقٰاوِيلِ لَأَخَذْنٰا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنٰا مِنْهُ اَلْوَتِينَ ) (١).
( الثاني ) ( قُلْ مٰا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقٰاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّٰ مٰا يُوحىٰ إِلَيَّ ) (٢).
( الثالث ) ( وَإِنْ كٰادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ اَلَّذِي أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنٰا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْ لاٰ أَنْ ثَبَّتْنٰاكَ لَقَدْ
__________________
ولكنها من طرق كلها مرسلة ، ولم أرها من وجه صحيح.
وقال القسطلاني في شرح البخاري : وقد طعن في هذه القصة وسندها غير واحد من الأئمة حتى قال ابن إسحاق ـ وقد سئل عنها ـ هي من وضع الزنادقة ، وقال القاضي عياض : أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه أحد بسند متصل. وانما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون عن الصحف كل صحيح وسقيم. ونقل عن أبي بكر بن العربي الامام المالكي : أن جميع ما ورد في هذه القصة لا أصل له ، قال القاضي : والذي ورد في الصحيح « أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ (والنجم) وهو بمكة فسجد معه المسلمون والمشركون والجن والانس » ثم قال : وقد قامت الحجة وأجمعت الأمة على عصمته صلّى اللّه عليه وسلّم ونزاهته عن هذه الرذيلة ، أما من تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير اللّه ، وهو كفر ، أو أن يتسود عليه الشيطان ويشبه عليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه ويعتقد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أن من القرآن ما ليس منه حتى يفهمه جبريل. وذلك كله ممتنع في حقه صلّى اللّه عليه وسلّم أو يقول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ذلك من قبل نفسه عمدا ـ وذلك كفر ـ أو سهوا ، وهو معصوم من هذا كله ، وقد قررنا بالبراهين والاجماع عصمته صلّى اللّه عليه وسلّم من جريان الكفر على لسانه أو قلبه لا عمدا ولا سهوا أو أن يشبه عليه ما يلقيه الملك بما يلقى الشيطان أو يكون للشيطان عليه سبيل أو أن يتقول على الله ما لم ينزل لا عمدا ولا سهوا.
١ ـ سورة الحاقة آية ٤٤.
٢ ـ سورة يونس آية ١٥.