الشبهة الثانية
تمسكوا بقوله تعالى : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِ ) الآية (١) روي أنه عليه الصلاة والسلام رأى زينب بنت جحش بعد ما زوجها من زيد فهويها. فلما حضر زيد لطلاقها أخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعده لهواه لها فعاتبه عليه بقوله ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اَللّٰهُ مُبْدِيهِ) الآية (٢).
( الجواب ) : من أربعة وجوه :
( أحدها ) : الذي يدل عليه أنه لم يصدر من الرسول في هذه الواقعة مذمة ، ولا عاتبه اللّه على شيء منه؛ ولا ذكر أنه عصى وأخطأ. ولا ذكر استغفار النبي منه ، ولا أنه اعترف على نفسه مخطئا وأنه لو صدر عنه زلة لوجد من ذلك شيء كما في سائر الأنبياء عليهم السلام متى صدرت عنهم زلة أو ترك مندوب وجد منه ما ذكرناه.
( وثانيها) : أنه ذكر في القصة أنه ليس على النبي من حرج فيما فرض اللّه له ، وهذا تصريح بأنه لم يصدر منه ذنب البتة.
__________________
وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ـ الى قوله : وكان أمر الله مفعولا ) وأن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لما تزوجها قالوا تزوج حليلة ابنه. فأنزل الله ( مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ ) الآية ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تبناه وهو صغير فلبث حتى صار رجلا يقال له زيد بن محمد فأنزل اللّه تعالى ( اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اَللّٰهِ ) الآية فلان مولى فلان وأخو فلان ( هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اَللّٰهِ ) يعني أنه أعدل عند الله تعالى » قال القاضي : وما رواه هذه الرواية غير معتبر
١ ـ وهذا من أبعد القول وأحقه بالرد. اذ كيف يكون في حق الملائكة وهو يشير الى اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى؟ فقائل هذا لم يفكر حين قاله.
٢ ـ سورة الاحزاب الآية ٣٧.