الشبهة الثامنة
تمسكوا بقوله تعالى ( عَبَسَ وَتَوَلّٰى أَنْ جٰاءَهُ اَلْأَعْمىٰ ) (١) فعاتبه على إعراضه عن ابن أم مكتوم.
( جوابه ) لا نسلم أن هذا الخطاب متوجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام. لا يقال : إن أهل التفسير قالوا : الخطاب مع الرسول ، لأنا نقول : هذه رواية الآحاد فلا تقبل في هذه المسألة ثم إنها معارضة بأمور :
( الأول ) أنه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفات النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في قرآن ولا خبر مع الأعداء والمعاندين فضلا عن المؤمنين والمسترشدين.
( الثاني ) وصفه بأنه تصدى للأغنياء وتلهى عن الفقراء وذلك غير لائق بأخلاقه.
( الثالث ) أنه لا يجوز أن يقال للنبي ( وَمٰا عَلَيْكَ أَلاّٰ يَزَّكّٰى ) (٢) فإن هذا الإغراء يترك الحرص على إيمان قومه فلا يليق بمن بعث بالدعاء والتنبيه.
سلمنا أن الخطاب مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لكن لا نسلم كونه ذنبا ، بيانه أنه تعالى وصف نبيه بحسن الخلق ، ( وَإِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٣).
__________________
١ ـ سورة عبس آية ١ ـ ٢.
٢ ـ سورة عبس آية ٧.
٣ ـ سورة القلم آية ٤.