ولو كان طردهم لقال فطردتهم (١). وحكمة النهي أن جمعا من الكفار طلبوا منه طرد الفقراء ، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية لتكون حجة له عليه الصلاة والسلام عن قبول قولهم.
الشبهة العاشرة
قوله تعالى : ( لَقَدْ تٰابَ اَللّٰهُ عَلَى اَلنَّبِيِّ ) (٢) والتوبة لا بد أن تكون مسبوقة بذنب.
( جوابه ) التوبة ـ الرجوع ـ محمولة على الصغيرة أو ترك الأولى.
الشبهة الحادية عشرة
قوله تعالى : ( وَاِسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ) (٣) وفي الحديث « وإني لأستغفر اللّه في اليوم والليلة سبعين مرة » (٤) وهذا صريح.
( جوابه ) أنه محمول إما على الصغيرة أو ترك الأولى أو التواضع كما قررناه في قول آدم ( رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا ) (٥) أو على التقدير والمعنى إذا أذنبت فاستغفره كقوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اَللّٰهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) (٦) وليس يريد أن جميعهم مذنبون ، وإنما بعثهم على التوبة إذا أذنبوا.
__________________
١ ـ قال المصنف في تفسيره ٤ / ٥١ (انه عليه السلام ما طردهم لاجل الاستخفاف بهم وانما عين لجلوسهم وقتا معينا سوى الوقت الذي كان يحضر فيه أكابر قريش) وهذا يفيد عكس ما قاله هنا لانه أثبت الطرد هناك وعلله بانه اجتهاد وانه من باب ترك الافضل والاكمل والاولى.
٢ ـ سورة التوبة آية ١١٧.
٣ ـ سورة غافر آية ٥٥.
٤ ـ رواه البخاري والترمذي وابن ماجه وابن حنبل مع اختلاف بينهم في اللفظ.
٥ ـ سورة الاعراف آية ٢٣.
٦ ـ سورة التحريم آية ٨.