( يَقُولُونَ هٰذٰا مِنْ عِنْدِ اَللّٰهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمّٰا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمّٰا يَكْسِبُونَ ) (١) والرافضة ورثوا عن اليهود عداوة الأنبياء وقالة السوء فيهم وإشراكهم أئمتهم في العصمة وادعاء أن كل ما قالوه شرع يتبع ودين يدان اللّه تعالى به. وجوزوا على الأنبياء المعصية ولم يجوزوها على ائمتهم وموهوا في ترويج فريتهم وباطلهم بأن الأنبياء إذا عصوا ردهم الوحي إلى الصواب وائمتهم لا وحي يردهم وإنما تنطوي هذه المقالة الشنيعة على تفضيل ائمتهم على الأنبياء ، وذلك واضح منها جلي مهما حاولوا إخفاءه بالتمويه. وقد أخذ بعض المتصوفة عن الرافضة هذه المقالة الشنيعة وزادوا عليها بلاء ، إذ زعموا أن الأولياء أفضل من الأنبياء ، كما قال ذلك ابن عربي الحاتمي الطائي (٢) وغيره في كتبهم المتداولة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة في الرد على ابن المطهر الرافضي ، قال الأشعري في المقالات : واختلف الروافض في الرسول : هل يجوز عليه أن يعصي أم لا؟ وهم فرقتان. فالفرقة الأولى منهم يزعمون أن الرسول جائز عليه أن يعصي اللّه. وأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قد عصى في أخذ الفداء يوم بدر. فأما الأئمة فلا يجوز ذلك عليهم. فإن الرسول إذا عصى فإن الوحي يأتيه من قبل اللّه والأئمة لا يوحى إليهم ولا تهبط الملائكة عليهم وهم معصومون. فلا يجوز عليهم السهو ولا أن يغلطوا وإن جاز على الرسول العصيان. والقائل بهذا القول هشام بن الحكم والفرقة الثانية منهم يزعمون أنه لا يجوز على الرسول أن يعصي اللّه عز وجل ولا يجوز ذلك على الأئمة لأنهم جميعا حجج اللّه وهم معصومون من الزلل » ا ه.
__________________
١ ـ سورة البقرة ، الآية ٧٩.
٢ ـ الذي تعلمه ان هذا الامر نقل عنه ولم نر له رأيا يفيد هذا المعنى صراحة.