تلك الدعوى بالدليل. ويقال أنهم دعوا اللّه بإحياء العجل الذي كان ذبحه وشواه فعاد حيا ، وأما المجادلة فإنها غير مقصودة على المخاصمة فقد تكون بمعنى المسألة قال اللّه تعالى ( قَدْ سَمِعَ اَللّٰهُ قَوْلَ اَلَّتِي تُجٰادِلُكَ فِي زَوْجِهٰا ) (١) يعني تسألك فكان إبراهيم عليه السلام أخذ يبحث كيفية العذاب وأنه عام لهم أو خاص بالبعض ، فسمى ذلك جدالا لما كان فيه من المراجعة ، وقيل : معنى ( تجادلنا ) تسألنا عن قوم لوط أن يؤخر عذابهم رجاء أن يؤمنوا فأخبره اللّه تعالى بأن المصلحة في إهلاكهم وأن كلمة العذاب حقت عليهم.
لا يقال : أما أن يقال أنه كان مأذونا أو غير مأذون ، فإن كان الثاني كان إقدامه عليه ذنبا لأنا نقول لعله لم يكن مأذونا فيه شرعا إلا أنه بحكم أن الأصل في الأشياء الإباحة اعتقد جواز تلك المجادلة فإنه لما نهي عنه سكت عنه.
__________________
١ ـ سورة المجادلة الآية ١.