(وَجِيهاً) : رفيع القدر إذا سأله أعطاه.
٧٢ (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ) : الأمانة : ما أودعها الله من دلائل التوحيد فأظهروها إلّا الإنسان (١).
«الجهول» : الكافر بربه.
وقيل : هو على التمثيل أي منزلة الأمانة منزلة ما لو عرض على الأشياء مع عظمها وكانت تعلم ما فيها لأشفقت منها ، إلّا أنّه خرج مخرج الواقع ؛ لأنّه أبلغ من المقدّر.
وقيل : العرض بمعنى المعارضة ، أي : عورضت السّماوات والأرض ، وقوبلت بثقل الأمانة ، فكانت الأمانة أوزن وأرجح (٢).
(فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) : لم يوازنها.
٧٣ (لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ) : في الأمانة ، (وَالْمُشْرِكِينَ) : بتضييعها.
(وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) : بحفظهم لها.
__________________
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٦٦٦ ، وزاد نسبته إلى ابن منيع ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
وأشار الحافظ في الفتح : ٨ / ٣٩٥ إلى رواية الطبري وابن أبي حاتم ، وقوى إسنادهما.
وثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضياللهعنه مرفوعا أن بني إسرائيل اتهموا موسى عليه الصلاة والسلام بأنه آدر ، أو به برص ، أو آفة في جسمه. (صحيح البخاري : ٤ / ١٢٩ ، كتاب الأنبياء).
قال الحافظ ابن حجر رحمهالله : «لا مانع أن يكون للشيء سببان فأكثر ...» ذكره تعقيبا على الروايتين.
(١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٤٣ وقال : «قاله بعض المتكلمين».
وأورد الطبري ـ رحمهالله ـ عدة أقوال في المراد بـ «الأمانة» هنا ، ثم قال : «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا : إنه عني بالأمانة في هذا الموضع جميع معاني الأمانات في الدين ، وأمانات الناس ، وذلك أن الله لم يخص بقوله : (عَرَضْنَا الْأَمانَةَ) بعض معاني الأمانات لما وصفنا». (تفسير الطبري : ٢٢ / ٥٧).
وقال القرطبي في تفسيره : ١٤ / ٢٥٣ : «و «الأمانة» تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال».
(٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٤٣ عن ابن بحر.