١١ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) : لا مثل له ولا ما يقاربه في المماثلة ، تقول : هو كزيد إذا أردت التشبيه المقارب (١) ، وإذا أردت أبعد منه قلت : هو كأنه زيد ، والكاف أبلغ في نفي التشبيه (٢) ، أي : لو قدّر له مثل في الوهم لم يكن لذلك المثل شبيه فكيف يكون لمن لا مثل له شبيه وشريك (٣)؟.
(يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) : يخلقكم (٤) ، أو يكثّركم (٥) ، أي : على هذا الخلق المشتمل عليكم وعلى أنعامكم.
١٢ (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ) : مفاتيحها بالمطر ، (وَالْأَرْضِ) بالثمار والنّبات (٦).
١٥ (لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) : لا حجاج بعد الذي أوضحناه من البينات ، وتصديتم لها بالعناد.
(وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) : أي : في التبليغ والإعلام (٧).
١٦ (مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ) : لظهور حجته بالمعجزات (٨).
١٩ (لَطِيفٌ بِعِبادِهِ) : في إيصال المنافع وصرف الآفات من وجه يلطف إدراكه.
__________________
(١) في «ج» : المتقارب.
(٢) كذا في «ك» ووضح البرهان للمؤلف ، وعزا هذا القول هناك إلى القاضي كثير بن سهل ، ولعل العبارة نفي الشبيه ، وقد يكون المراد نفي التشبيه ، لأن نفيه أبلغ من نفي المشابهة.
(٣) راجع ما سبق في تفسير الفخر الرازي : (٢٧ / ١٥٢ ، ١٥٣).
(٤) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ١٩٩ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٩١ ، ومكي في تفسير المشكل : ٣٠٧.
(٥) اختاره الزجاج في معانيه : ٤ / ٣٩٥ ، والفخر الرازي في تفسيره : ٢٧ / ١٤٩ ، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير : ٧ / ٢٧٦ إلى الفراء ، والزجاج.
(٦) نقل البغوي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٢٢ عن الكلبي.
وذكره الفخر الرازي في تفسيره : ٢٧ / ١٥٤ ، والقرطبي في تفسيره : ١٥ / ٢٧٤.
(٧) ينظر تفسير الماوردي : ٣ / ٥١٦ ، والمحرر الوجيز : ٤ / ٢١١ ، وتفسير القرطبي : ١٦ / ١٣.
(٨) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٥١٧.