(طُوىً) : اسم عجميّ لواد معروف ، فلم ينصرف للعجمة والتعريف ، أو للعدل عن «طاو» معرفة (١).
١٥ (أَكادُ أُخْفِيها) : أريد أخفيها (٢).
(لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ) : لأنّ من شرط التكليف إخفاء أمر السّاعة والموت.
١٧ (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ) : السؤال للتنبيه (٣) ليقع المعجز بها بعد التثبت فيها.
__________________
وأورد نحوه الماوردي في تفسيره : ٣ / ٩ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٠ / ١٠.
وذكر الفخر الرازي وجها آخر فقال : «أن يحمل ذلك على تعظيم البقعة من أن يطأها إلّا حافيا ليكون معظما لها وخاضعا عند سماع كلام ربه ، والدليل عليه أنه تعالى قال عقيبة : (إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) وهذا يفيد التعليل ، فكأنه قال تعالى : اخلع نعليك لأنك بالوادي المقدس طوى» اه.
ينظر تفسيره : ٢٢ / ١٧.
(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٣ / ٣٥١ ، وقد ورد هذا التوجيه لقراءة من لم ينوّن «طوى» ، وهذه القراءة لابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو ، كما في السبعة لابن مجاهد : ٤١٧ ، والتبصرة لمكي : ٢٥٩ ، والتيسير للداني : ١٥٠.
وانظر توجيه هذه القراءة أيضا في إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٣٤ ، والكشف لمكي : ٢ / ٩٦ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ٨٨٦.
(٢) ذكر الطبري هذا الوجه في تفسيره : ١٦ / ١٥١ ، وقال : «وذلك معروف في اللّغة ، ثم أورد الأدلة والشواهد على ذلك».
وانظر هذا القول في تفسير الماوردي : ٣ / ١١ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٢١٤ ، والمحرر الوجيز : ١٠ / ١٥.
(٣) تفسير الطبري : ١٦ / ١٥٤ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٢١٤ ، والمحرر الوجيز : ١٠ / ١٧.
قال الزجاج في معانيه : ٣ / ٣٥٤ : «وهذا الكلام لفظه لفظ الاستفهام ومجراه في الكلام مجرى ما يسأل عنه ، ويجيب المخاطب بالإقرار له لتثبت عليه الحجة بعد ما قد اعترف مستغنى بإقراره عن أن يجحد بعد وقوع الحجة ، ومثله من الكلام أن تري المخاطب ماء فتقول له : ما هذا؟ فيقول : ماء ، ثم تحيله بشيء من الصبغ فإن قال إنه لم يزل هكذا قلت له : ألست قد اعترفت بأنه ماء؟!» اه.