الموصولة أي الغير المنقطعة فإن كل إمام بعده إمام ، كما فسر قوله تعالى (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون) بذلك في بعض الاخبار ، أو الموصولة بين الله وبين خلقه.
والاية المخزونة أي هم علامة قدرة الله تعالى وعظمته ، لكن معرفة ذلك كما ينبغي مخزونة إلا عن خواص أوليائهم ، وفيه إشارة إلى أن الايات في بطون الايات هم الائمة عليهمالسلام كما مر في الاخبار ، وقد قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : ما لله آية أكبر منى.
والامانة المحفوظة أي يجب على العالمين حفظهم وبذل أنفسهم وأموالهم في حراستهم ، أو المراد ذو الامانة بمعنى أن ولايتهم الامانة المحفوظة المعروضة
__________________
على أمانة أو صدق حديثهم وأعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عزوجل وولاية رسول الله صلىاللهعليهوآله وولايتنا أهل البيت.
وكذلك خبر يزيد بن عمير المروى في العيون أيضا وقال فيه : دخلت على على ابن موسى الرضا (ع) بمرو فقلت له يا ابن رسول الله روى لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام أنه قال : لا جبر ولا تفويض أمر بين أمرين فما معناه؟ فقال : من زعم أن الله عزوجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه (ع) فقد قال بالتفويض ، والقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك.
ونحو هذين الخبرين مما أوضح معنى تفويض أمر الخلق إلى الائمة وأبطل قول المفوضة وأوجب لعنهم ومقاطعتهم. فكل ما ورد في هذه الزيارة الجامعة ـ وغيرها مما يوهم ظاهره التفويض ولا يومى إلى ذلك ، فانما هو محمول على رعايتهم عليهمالسلام لامر خلقه عزوجل وقيامهم بينهم باعلاء دينه اذ أنهم (ع) حججه على خلقه وأنهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
ويزيد ما قلناه ايضاحا ما جاء في آخر الزيارة المذكورة من قوله (ع) واسترعاكم أمر خلقه أى جعلكم رعاة لامرهم وولاة عليهم وأين هذا من التفويض المنهى عنه والملعون قائله؟