فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين ، والعصاة المردة من أهل بيتك.
فقالت : لعمري ، لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فان كان هذا شفاؤك فلقد اشتفيت.
فقال (لعنه الله) : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً شاعراً.
فقالت : يابن زياد ، ما للمرأة المسبية والسجاعة! وإنّ لي عن السجاعة لشغلاً.
واستمع الآن إلى خطبتها في مجلس يزيد بن معاوية. روى الشيخ الصدوق ، وابن طيفور (١) ، وغيره من أرباب التاريخ ، قال : لما اُدخل علي بن الحسين (عليه السّلام) وحرمه على يزيد (لعنه الله) ، وجيء برأس الحسين (عليه السّلام) ووُضع بين يديه في طشت ، وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده ، وهو يتمثّل بأبيات ابن الزبعري المشرك :
يا غرابَ البين ما شئت فقلْ |
|
إنّما تذكر شيئاً قد فُعلْ |
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا |
|
جزعَ الخزرج من وقع الأسلْ |
حين حكّت بقباء بركَها |
|
واستحرَّ القتلُ في عبد الأشلْ |
لأهلّوا واستهلوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيدَ لا تُشلْ |
لعبت هاشمُ بالملك فلا |
|
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزلْ |
لستُ من خندف إن لم أنتقمْ |
|
من بني أحمدَ ما كان فعلْ |
__________________
(١) انظر احمد بن طيفور ـ بلاغات النساء ـ ص ٢١.