المحرم ؛ فلقد جاءت الرواية عن فاطمة بنت الحسين (عليهما السّلام) قالت : أمّا عمتي زينب فإنها لم تزل قائمة في تلك الليلة ـ أي ليلة عاشوراء ـ في محرابها ، تستغيث إلى ربها ، والنساء ما هدأت لهنّ عين ولا سكنت لهنّ رنّة.
كانت (سلام الله عليها) من القانتات العابدات اللواتي وقفن حركاتهنّ وسكناتهنّ وأنفاسهنّ للباري تعالى ، وبذلك حصلن على المنازل الرفيعة ، والدرجات العالية التي حكت برفعتها منازل المرسلين ودرجات الأوصياء (عليهم الصلاة والسّلام) (١).
كانت عقيلة بني هاشم كثيرة العبادة والتهجّد ، تصلّي النوافل ، ولا زالت تتلو القرآن الكريم ، وملازمة له ، ولن يفتر لسانها عن ذكر الله قط ، تدعو الله بعد كلِّ صلاة وتسبّحهُ.
فمن أدعيتها التي كانت تقرأها بعد صلاتها وحال القنوت ، وقد أخذت هذه الأدعية عن جدِّها المصطفى (صلّى الله عليه وآله) ، وأبيها المرتضى (عليه السّلام) ، واُمّها الزهراء (عليها السّلام) ، من الأدعية التي كانت زينب تدعو بها (٢) :
__________________
(١) هذه الجملة نقلناها من كتاب (زينب الكبرى) لاُستاذنا الشيخ جعفر نقدي (رحمه الله).
(٢) ورد في بعض الأخبار : «مَن واظب على قراءة هذا الدعاء كفاه الله هموم دنياه ، وكان له نوراً في اُخراه».