خير النساء ، ونسلكم خير نسلٍ لا يخزى ولا يبزى (١).
ذكر أرباب التاريخ كالسيد ابن طاووس وغيره أنّ ابن زياد جلس في القصر ، وأذن للناس إذناً عامّاً ، وجيء إليه برأس الحسين (عليه السّلام) فوُضع بين يديه في طشت ، واُدخلت عليه نساء الحسين وصبيانه ، وجاءت زينب ابنة علي أمامه وهي متنكرة ، فسأل ابن زياد : مَن هذه المتنكرة؟
فقيل له : هذه زينب ابنة علي.
فأقبل عليها بوجهه ، فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب اُحدوثتكم (٢).
فقالت (عليها السّلام) : الحمد لله الذي أكرمنا بالنبوة ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً ، إنما يُفتضح الفاجر ، ويُكذب الفاسق ، وهو غيرنا.
فقال : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟
فقالت : ما رأيت إلاّ خيراً ، هؤلاء قوم كُتب عليهم القتل فبرزوا على مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك اُمّك يابن مرجانة!
فغضب اللعين وهم أن يضربها ، فقال له عمرو بن حريث : إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
__________________
(١) لا يبزى : أي لا يُغلب ولا يُقهر.
(٢) يريد بالاُحدوثة دينَ جدِّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وما جاء به من عند الله تعالى.