الحائك (١)! أغرّك ابنُ أبي قحافة حين زوّجك اخته؟!». فخاب الأشعث مما به ورجع آيساً.
ولكن أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان بودّه أن يزوج بناته من أبناء أخيه ؛ اقتداءً بقول النبي (صلّى الله عليه وآله) عندما نظر ذات يوم إلى أولاد علي وجعفر ، قال : «بناتنا لبنينا ، وبنونا لبناتنا». فأعطى علي (عليه السّلام) رقية لابن أخيه مسلم بن عقيل (٢) ، وزوّج السيدة زينب (عليها السّلام) من ابن أخيه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (عليه السّلام) على صداق اُمّها سيدة النساء فاطمة (عليها السّلام) على أربعمئة وثمانين درهماً ، ووهب المهر علي (عليه السّلام) إيّاه من خالص ماله.
عبد الله بن جعفر هو أوّل مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة ، ونشأ وترعرع في حجر عمّه أمير المؤمنين (عليه السّلام) إلى أن زوّجه ابنته زينب الكبرى. وكان عبد الله بن جعفر بن
__________________
(١) الحائك هنا : يريد به المحتال ، أو الذي يحوك الكلام كذباً ، وكان أبو بكر قد زوّج اُخته اُمّ فروة بنت أبي قحافة من الأشعث ؛ وذلك إنّ الأشعث ارتدّ فيمن ارتد من الكنديِّين ، واُسر فاُحضر إلى أبي بكر ، فأسلم ، وأطلقه وزوّجه اُخته اُمّ فروة ، فأولدها محمّد بن الأشعث ، وكان محمّد من قوّاد جيش ابن زياد ، وممّن حارب الحسين (عليه السّلام) يوم الطفِّ.
(٢) مسلم بن عقيل ابن عم الحسين (عليه السّلام) ورسوله إلى أهل الكوفة ، قتله ابن زياد ، وأمر به فرموا جسده من على سطح قصر الإمارة إلى الأرض ، وسحبوه بأسواق الكوفة ، وقبره اليوم إلى جنب المسجد الأعظم بالكوفة يُزار ويُتبرك به.