أبي طالب (عليه السّلام) جواداً كريماً تتغنى بذكره الركبان ، وكان يكنى بأبي محمّد ، وأبي جعفر.
أبوه جعفر الطيار بالجنّة مع الملائكة ، وهو قتيل مؤتة. واُمّه أسماء بنت عميس الخثعمية ، وهي اُخت ميمونة بنت الحرث اُمّ المؤمنين. كانت تحت جعفر بن أبي طالب (عليه السّلام) فقُتل عنها ، وبعده تزوّجها أبو بكر فأولدها محمداً ، أنبل فتى في قريش ، ولمّا توفي عنها أبو بكر تزوجها أمير المؤمنين (عليه السّلام) فولدت له يحيى بن علي ، [وقد] توفي في حياة أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) (١) على أشهر الروايات.
وكان عبد الله بن جعفر ممن صحب النبي (صلّى الله عليه وآله) وحفظ عنه أحاديث كثيرة ، وجاء في الإصابة لابن حجر : قال ابن جريح : أنبأنا جعفر بن خالد بن سارة أنّ أباه أخبره عن عبد الله بن جعفر ، قال : مسح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) رأسي وقال : «اللهمَّ اخلف جعفراً في ولده». وقد أخذه بيده : «اللهمَّ اخلف جعفراً في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ـ قالها ثلاثاً ـ ، وأنا وليّهم في الدنيا والآخرة».
ثمّ إنّ عبد الله لازم عمّه أمير المؤمنين وولديه الحسنين (عليهم السّلام) ، وأخذ منهم العلم الكثير.
__________________
(١) هذه رواية أبي الفرج الإصبهاني في مقاتل الطالبيِّين.