وجاء في كتاب (الاستيعاب) أنّ عبد الله بن جعفر كان كريماً جواداً ، ظريفاً خليقاً ، عفيفاً سخياً يسمّى بحر الجود ، وذكر ابن عساكر قال : روى الحافظ أنّ معاوية كان يقول : بنو هاشم رجلان ؛ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لكلِّ خير ذُكر ، وعبد الله بن جعفر لكلِّ شرف. والله لكأنّ المجد نازل منزلاً لا يبلغه أحد ، وعبد الله بن جعفر نازل وسطه.
وقال الشعبي : دخل عبد الله بن جعفر على معاوية وعنده يزيد ابنه ، فجعل يزيد يعرّض بعبد الله في كلامه وينسبه إلى الإسراف في غير مرضاة الله ، فقال عبد الله ليزيد : إنّي لأرفع نفسي عن جوابك ، ولو صاحب السرير [يكلّمني] لأجبته.
فقال معاوية : كأنك تظن أنك أشرف منه!
قال : إي والله ، ومنك ومن أبيك وجدّك.
فقال معاوية : ما كنت أحسب أنّ أحداً في عصر حرب بن اُميّة أشرف من حرب بن اُميّة.
فقال عبد الله : بلى والله يا معاوية ، إنّ أشرف من حرب مَن أكفأ عليه إناءه وأجاره بردائه.
قال : صدقت يا أبا جعفر.
ثمّ ذكر الشعبي معنى قول عبد الله (مَن أكفأ عليه إناءه) ، وأنه عبد المطلب بن هاشم ، في قضية ذكرها المؤرّخون في ما دوّنوه.
ونذكر من جود ابن جعفر وكرمه ما ذكره ابن عساكر في تاريخه ، قال : جاء شاعر إلى عبد الله بن جعفر فأنشده هذه الأبيات :
رأيت أبا جعفرٍ في المنام |
|
كساني من الخزِّ درّاعهْ |