الطالبيِّين ، وتلقب بالموثّقة ، والعارفة ، والعالمة غير المعلمة ، والفاضلة ، والكاملة ، وعابدة آل علي (عليه السّلام).
زينب اُولى بنات أمير المؤمنين (عليه السّلام) ولدتها فاطمة الزهراء بعد الحسنين السبطين (عليهما السّلام) ، ومما يؤكّد ذلك أن الرواة في أيام الاضطهاد كانوا إذا رووا رواية عن علي (عليه السّلام) يقول الرجل : هذه الرواية عن أبي زينب ، كما ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، وإنّما كنّوا أمير المؤمنين (عليه السّلام) بهذه الكنية ؛ لأنّ زينب كانت الأكبر من ولده بعد الحسنين (عليهما السّلام) ، ولم يُعرف بهذه الكنية عند أعدائه.
أبوها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، القرشي الهاشمي ، أبو السبطين الحسن والحسين (عليهما السّلام). ولد في بيت الله الحرام في الثالث عشر من شهر رجب قبل المبعث بعشرة سنين. كان أوّل الناس إسلاماً ، وأعظمهم إقداماً ، وأقواهم شكيمة ، وأشدّهم عزيمة.
كيف لا يكون كذلك وقد تربّى في حجر الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ، وآزره وحامى عنه وهو ابن عشر سنين ، وأخذ عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كلَّ العلوم ، واقتبس من قبس النبوة حتّى قال (صلّى الله عليه وآله) : «خير أعمامي أبو طالب (عليه السّلام) ، وخير اُخواني علي (عليه السّلام)».
وفداه بنفسه ليلة مبيته على الفراش ، وشهد مع النبي (صلّى الله عليه وآله) مشاهده كلَّها ، وقد زوّجه من ابنته فاطمة الزهراء (عليها السّلام) ؛ إذ