العبد ومضى به وبقي ينتظر قدوم سيده. ثم إن حبيب ودّع زوجته وأولاده وخرج مختفيا كأنه ماضي الى ضيعة له خوفا من اهل الكوفة فاستبطأه الغلام واقبل على الفرس وكان قدامه علف يأكل منه فجعل الغلام يخاطبه ويقول له : يا جواد ان لم يأت صاحبك لاعلون ظهرك وامضي بك الى نصرة الحسين عليهالسلام. فلما سمع الجواد خطاب الغلام له جعل يبكي ودموعه تجري على خديّه وامتنع عن الأكل فبينما هو كذلك فاذا بحبيب قد اقبل فسمع خطاب الغلام فصفق باحدى يديه على الأخرى وقال : بابي انت وأمي يابن رسول الله العبيد يتمنون نصرتك فكيف بالأحرار ، ثم قال لعبده : يا غلام انت حر لوجه الله فبكى الغلام وقال : سيدي والله لا تركتك حتى امضي معك وانصر الحسين عليهالسلام بن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) وأقتل بين يديه فجزاه خيرا فسار وكان الحسين عليهالسلام قد نزل في طريقه بأرض وقد عقد أثنى عشر راية وقد قسم راياته بين اصحابه وبقيت راية واحدة فقال له بعض اصحابه : مُنَّ عليَّ بحملها ، فقال عليهالسلام : ياتي اليها صاحبها ، وقالوا له : يابن رسول الله دعنا نرتحل من هذه الأرض فقال لهم : صبرا حتى يأتي الينا من يحمل هذه الراية الأخرى فبينما الحسين عليهالسلام واصحابه في الكلام واذا هم بغبرة