فحدد الموقف وانه لا سبيل لطلبة القوم منهم وهم اباة الضيم وهم اقوى مما تفرضه الظروف القاسية وبهذا الشعار انقطع امل القوم وجميع المحاولات الدنيئة من ان اباة الضيم يستسلمون او يسلموا علي الأكبر بعد حصول الإذن له من ابيه خاض عباب الحرب ودارها دور الرحى نكّس ابطالها وجندل رجالها ، يضرب فيهم كضربات جدّه أمير المؤمنين فأبوه بالطبع مأنوس بشجاعته ووجه يتهلل فرحا وشد على الناس مرارا وقتل منهم جمعا كثيرا حتى ضجّ الناس من كثرة من قتل منهم. وروى انه قتل على عطشه مائة وعشرين فارسا وطلب المبارزة فلم يبرز اليه احد فدعى عمر بن سعد طارق بن كثير ، قال له : وتأخذ ما تأخذ من ابن زياد فاخرج الى هذا الغلام وجئني برأسه فقال انت تأخذ ملك الري وانا اخرج اليه فان تضمن لي الى الأمير أمارة الموصل أخرج اليه ، فضمن وأعطاه خاتمه ميثاقا ، فخرج وقاتل قتالا شديدا الى ان ضربه علي بن الحسين عليهمالسلام ضربة منكرة فقتله وخرج اخو طارق فقتله علي فلم يخرج اليه أحد الى أن نادى عمر بن سعد الا رجل يخرج اليه ، فبادر اليه بكر بن غانم وكان كما قيل : يعد بألف فارس او بثلاثة آلف فارس. فلما خرج بكر اللّعين تغير وجه الحسين عليهالسلام وكانت ام علي بباب الخيمة تنظر في مرآة الإمامة