هو الذات لا تلك الحروف حتّى تستحقّ العبادة ، وقد دلّت على ذلك بعض الأخبار الواردة في تغاير الاسم والمسمّى.
وقد روي أيضا أنّه من عبد الله بالتوهّم فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته الّتي وصف بها نفسه فعقد بها قلبه فأولئك من أصحاب أمير المؤمنين حقّا ...
أي من اختلق بمتخيّلته وذهنه شيئا فزعمه إلها ثمّ عبده فقد كفر ولم يدخل لجّة الأحديّة ، حيث جعل ما ليس إلها معبودا عبده فلم يعبد شيئا مستحقّا للعبادة ، كيف وما ميّزه بوهمه هو مخلوق مثله ، بل مخلوق وهمه وتصوّره.
بنده خود را خداى خود شناخت |
|
هركه زين گونه خداى از خويش ساخت |
ومن عبد الاسم أي زعم الحروف اللفظانيّة إلها مستحقّا للعبوديّة فقد كفر أيضا حيث لم يعبد المسمّى ، ومن عبد الاسم والمعنى بأن يزعم أنّ المعبود هو الحروف مع المدلول المسمّى فقد أشرك حيث عبد اثنين ، ومن عبد المعنى أي الذات المسمّى بتلك الأسماء بإيقاع الأسماء عليه بمعنى أن يعتقد أنّ الّذي ينبغي أن يعبد ليس الأسماء اللفظيّة الصرفة ولا المعنى المجرّد عن الصفات الكماليّة ، بل المعبود هو الذات الأحديّ الّذي يدلّ عليه تلك الأسماء من غير أن يكون لها مدخل في حقيقته ، بل هو المسمّى بتلك الأسماء اللفظيّة بصفاته الّتي وصف بها نفسه ، بمعنى أن يعتقد أنّ تلك