هذا لو أراد من الاسم ما هو المتبادر منه أي الحروف اللفظيّة ، وأمّا لو كان مراده به الصفة فباطل كذلك ، إن قال بالغيريّة بين الصفات والذات وزيادتها عليه ؛ كما هو مذهب بعض الحكماء ، إلّا أن يريد بالصفة الصفة التكوينيّة ، ويقول بأنّ عبادة الذات تعالى غير ممكنة لأحد من الخلق ، فإنّها فرع المعرفة به من جميع الجهات ، وهي من المحالات الّتي أقيم عليها البرهان في مقامه.
فيجب أن يقصد بالعبادة حقيقة المشيّة الّتي هي من أفراد الممكنات الواقعة تحت عالم الذات المجرّد عن جميع الإشارات ، والمقدّس عن إحاطة العبارات ، فله وجه وجّهه بعض الناس ، وهو لا يخلو عن المناقشة أيضا ، لكفاية المعرفة الإجماليّة في صحّة العباد.
كيف وليس المعرفة بالنسبة إلى المشيّة أيضا إلّا إجماليّة حيث لم يطّلع على حقيقتها كما هي عليه شيء من أفراد الممكن ، ولا يطّلع عليها شيء منها لما مرّ مرارا من أنّ الخارج عن مقام لا يمكن له معرفته إلّا على وجه الإجمال.
وفي هذا المقام لكثير من المقال ، يمنعني عن التعرّض له كلال الحال ، وقصور فهم الرجال.
وأمّا لو قال بالعينيّة من حيث التحقّق والحصول على التفصيل الّذي أشرنا إليه ، فليس منازعا معنا ، ولا نحن معه ، فإنّ المعنى حينئذ : واعبد ذات ربّك ... لما عرفت من أنّ الصفات في الذات هي عين الذات ، بل التحقيق نفي الصفات.
ثمّ حيث انتهى القال إلى ذلك المقال لا بأس بأنّ نشير إلى تحقيق