ذات نايافته از هستى بخش |
|
كى تواند كه شود هستى بخش |
ولكن ما استفاده من بطلان التفويض والتوسيط فغير مستفاد ، لأنّ الشيء كثيرا ما يستند إلى العلّة التامّة ، فيقال : أثمر الله ، وأنبت الله.
ولا ريب في أنّ الله هو العلّة لجميع العلل ، فكيف ينكر عليه في نسبته الخلق إلى ذاته خاصّة مع الحصر ، كيف ونسبة الشيء إلى غير العلّة التامّة من العلل المعدّة مجازيّة ؛ يقال : أثمر الشجر ، وأنبتت الأرض ، وإن صحّت تلك النسبة أيضا.
ألا ترى إلى قوله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ) (١) وقوله : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) (٢) كيف نسب التوفّي تارة إلى نفسه ، وتارة إلى الملك.
ولا ريب أنّ الأوّل حقيقيّ ؛ كما قال : (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) (٣) وإن كان بواسطة الغير.
ألا ترى أنّ الأشياء كلّها خلقت من المشيّة مع أنّه ينسب الخلق إلى الحقّ ؛ كما قال : (خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (٤) وربّما ينسب إلى المشيّة ، نظرا إلى كونها واسطة ؛ كما قال عليه السلام : أنا خالق السماوات والأرض بإذن ربّي.
وذلك واضح ، فليس في الآية دلالة على أنّ الله خلق الإنسان بمباشرة ذاته من غير أن يفوّض إفاضة الوجود إليه إلى غير ، وإن كان القول بالتفويض
__________________
(١) النحل : ٧٠.
(٢) السجدة : ١١.
(٣) غافر : ٦٨.
(٤) الزمر : ٦٢.