هيهات ما سافلة
كعالية |
|
ما معدن الحكمة أهل
البادية (١) |
وأما بالنسبة لمن عدا الخوارج من أصحابه وأعوانه ( عليه الصلاة والسلام ) ، فإن حربي الجمل وصفين ، والاغتيالات التي قام بها أعداؤه ، قد أفقدته الكثير من خلّص أصحابه ، ولم يبق معه إلا القليل. وقد قال الأشتر لهؤلاء الناس بعد انتهاء حرب صفين : « قتل أماثلكم ، وبقي أراذلكم » (٢).
وقد كان أمير المؤمنين عليهالسلام يتلهف على أصحابه المخلصين ، الذين فقدهم (٣).
وقد قال عليهالسلام حين تكلّموا حول مدى طاعة الأشتر لأوامره عليهالسلام : « ليت فيكم مثله إثنان ، وليت فيكم مثله واحد » (٤).
ويقول عليهالسلام : « ذهب والله أولوا النهى ، والفضل والتقى ، الذين كانوا يقولون فيصدقون ، ويدعون فيجيبون ، ويلقون عدوهم فيصبرون وبقيت لي حثالة قوم لا يتعظون بموعظة ولا يفكرون في عاقبة لقد هممت أن أشخص عنكم فلا أطلب نصركم ما اختلف الجديدان » (٥).
__________________
(١) الحيوان ج ٦ ص ٤٥٥. والفقعة : الرخ من الكمأة. والقصيص : شجرة تنبت في أصلها الكمأة. والورل : دابة على خلقة الضب إلا أنه أعظم منه. وقال القزويني : إنه العظيم من الوزغ ، وسام أبرص ، طويل الذنب ، سريع السير ، خفيف الحركة.
(٢) صفين للمنقري ص ٤٩١ والمعيار والموازنة ص ١٦٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٢١٩.
(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٣٠ / ١٣١ بشرح عبدة ، ونقله عن مصادر نهج البلاغة ج ٢ ص ٤٥٠ / ٤٥١ عن الزمخشري في ربيع الأبرار ، باب التفاضل والتفاوت. وراجع : الفتوح لابن أعثم ج ٤ ص ١٠٢.
(٤) المعيار والموازنة ص ١٨٣ / ١٨٤.
(٥) الفتوح لابن أعثم ج ٤ ص ٦٦ / ٦٧.