فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعادَ (٢٠))
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه وعيده لعبدة الأصنام ـ أردف ذلك وعد من اجتنبوا عبادتها وبعدوا عن الشرك ، ليكون الوعد مقترنا بالوعيد ويحصل بذلك كمال الترهيب والترغيب.
الإيضاح
(وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى) الطاغوت : الشيطان ، ويطلق على الواحد والجمع ، وسميت عبادة الأوثان عبادة للشيطان ، إذ كان الآمر بها ، والمزيّن لها.
أي والذين اجتنبوا عبادة الأصنام ، وأقبلوا إلى ربهم معرضين عما سواه ـ لهم البشرى بالثواب العظيم من الله على ألسنة رسله حين الموت وحين يحشرون من قبورهم للحساب.
ثم مدحهم بأنهم نقّاد في الدين يميزون بين الحسن والأحسن ، والفاضل والأفضل فقال :
(فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) أي فبشر هؤلاء الذين اجتنبوا عبادة الطاغوت ، وأنابوا إلى ربهم وسمعوا القول فاتبعوا أولاه بالقبول ـ بالنعيم المقيم فى جنات النعيم.
(أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ) أي هؤلاء هم الذين وفقهم الله للرشاد ، وإصابة الصواب ، لا الذين يعرضون عن سماع الحق ، ويعبدون ما لا يضر ولا ينفع.
(وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) أي وأولئك هم أصحاب العقول السليمة ، والفطر