تفسير المفردات
النزل : ما يعدّ للضيف وغيره من الطعام والشراب ، والزقوم : شجرة صغيرة الورق كريهة الرائحة ، سميت بها الشجرة الموصوفة في الآية ، فتنة : أي محنة وعذابا في الآخرة ، وابتلاء في الدنيا ، أصل الجحيم : أي قعر جهنم ، طلعها : أي ثمرها ، رءوس الشياطين : أي في قبح المنظر ونهاية البشاعة ، والعرب تشبه قبيح الصورة بالشيطان فيقولون : وجه كأنه وجه شيطان ، كما يشبهون حسن الصورة بالملك ، والملء : حشو الوعاء بما لا يحتمل الزيادة عليه ، والشّوب : الخلط ، والحميم : الماء الشديد الحرارة ، مرجعهم : أي مصيرهم ، ألفوا : أي وجدوا ، يهرعون : أي يسرعون إسراعا شديدا.
المعنى الجملي
بعد أن وصف سبحانه ثواب أهل الجنة ، وذكر ما يتمتعون به من مآكل ، ووصف الجنة ورغب فيها بقوله : (لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ).
أتبع ذلك بذكر جزاء أهل النار وما يلاقون فيها من العذاب اللازب الذي لا يجدون عنه محيصا ، وهو عذاب في مآكلهم ومشاربهم وأماكنهم ، جزاء ما دسّوا به أنفسهم من سيىء الأعمال ، وما قلدوا فيه آباءهم بلا حجة ولا برهان ، من الكفر بالله وعبادة الأصنام والأوثان.
الإيضاح
(أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ؟) أي أهذا الرزق المعلوم الذي أعطيته لأهل الجنة كرامة منى لهم خير ، أم ما أوعدت به أهل النار من الزّقوم المرّ البشع؟.
وهذا ضرب من التهكم والسخرية بهم ، وهو أسلوب كثير الورود في القرآن الكريم ، (إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) أي إنا جعلنا تلك الشجرة ابتلاء واختبارا للكافرين ،