قوله : (تتمّ بها صلاتك).
هذا إشارة إلى ما رواه في «العيون» عن الرّضا عليهالسلام أنّه قال : «أدنى ما يجزئ من القول فيها : شكرا لله ثلاث مرّات ـ إلى أن قال عليهالسلام ـ والشكر موجب للزيادة ، فإن كان في الصلاة تقصير لم يتمّ بالنوافل تمّ بهذه السجدة» (١).
وفي رواية المروي عن أبي الحسن عليهالسلام : أنّه يقول في سجدة الشكر مائة مرّة : شكرا شكرا ، وإن شئت : عفوا عفوا (٢). وفي «العيون» أيضا هكذا (٣).
وفي رواية رجاء بن أبي الضحّاك : أنّ الرضا عليهالسلام كان يقول في سجدة الشكر بعد صلاة الظهر مائة مرّة : شكرا شكرا ، وبعد صلاة العصر مائة مرّة : عفوا عفوا (٤).
وأمّا كيفيّة هذه السجدة فلا شكّ في وجوب وضع الجبهة ، فهل يكفي هذا ، أم يجب أيضا وضع الأعضاء الستّة الباقية التي يجب وضعها في سجدة الفريضة؟
علّل في «الذخيرة» الأوّل بصدق السجدة عليه ، والثاني بأنّه المعهود من السجود (٥).
وفيه ، أنّ السجود هنا ليس بمعناه اللغوي ، بل بمعناه الشرعي التوقيفي ، سواء قلنا بثبوت الحقيقة الشرعيّة أم لا ، والمعنى الشرعي عبادة توقيفيّة ، فقوله :
__________________
(١) عيون أخبار الرّضا عليهالسلام : ١ / ٢٥٤ الحديث ٢٧ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٥ الحديث ٨٥٦٢.
(٢) الكافي : ٣ / ٣٢٦ الحديث ١٨ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢١٨ الحديث ٩٦٩ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ١١١ الحديث ٤١٧ ، وسائل الشيعة : ٧ / ١٦ الحديث ٨٥٨٦.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ١ / ٢٥٣ الحديث ٢٣ ، وسائل الشيعة : ٧ / ١٦ الحديث ٨٥٨٦.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ٢ / ١٩٤ الحديث ٥ ، وسائل الشيعة : ٤ / ٥٥ الحديث ٤٤٩٦ مع اختلاف.
(٥) ذخيرة المعاد : ٢٩٧.